الأحد، 13 أبريل 2014

قصة الخضر من خلال القرآن الكريم

 قصة الخضر من خلال القرآن الكريم

التمهيد: أهمية الموضوع وأسباب اختياره وصعوبات البحث.

المــقـــدمـــــة : في أهمية القصص القرآني وبعض مقاصده وأهدافه
لا شك أن كل حرف وضعه الله تعالى كتابه الحكيم إلا وله معنى أدركنا ذلك أم لم ندركه قال تعالى     الر كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)  و القصص  لم يذكر في القرآن عبثا وإنما له مقاصد وأهداف جليلة لا يطلع عليها إلا من قرأ والقرآن وتدبره. وإن له لتأثيرا عجيبا في النفوس فهو من الوسائل التي تساعد على ترسيخ العقيدة في قلوب المؤمنين. فهو ليس سردا مجردا للوقائع والأحداث التاريخية السابقة و إنما هو  بيان أن الدين كله من عند الله ودلالة على صدق النبي           فيما أخبر به عن ربه عز وجل وهو تثبيت لقلب النبي         ومن اتبعه قال تعالى       (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل  ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين)        هود120
والقصص من العوامل النفسية التي لجأ إليها القرآن الكريم في الجدال مع مخالفيه قال تعالى       (ما كان إبراهيم يهوديا ولانصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين)       وبما أن القران هو الرسالة الخاتمة والشاملة فقد جاء مصححا لما في الكتب السماوية التي سبقته ومن يطلع على القصص في التوراة يجد التحريف الذي لم يسلم منه الأنبياء فكيف بغيرهم محرفا كله وقال تعالى  وفي التبشير برضوان الله والتحذير من معصيته قال تعالى       (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)        يوسف111
.

التعريف بالخضر:  الفصل الأول:

المحور الأول : اسمه و نسبه و سبب تسميته بالخضر.

 المحور الثاني : هل الخضر نبي أو ولي ؟
           أ- مفهوم النبوة والولاية.
          ب- الفرق بين المعجزة و الكرامة.
          ج- أدلة القائلين بنبوته وأدلة القائلين بولايته.
           د ـ الراجح من القولين فيما يظهر لي.
          هـ ـ قول بعض الصوفية بأنه ما زال حيا والرد عليهم.

الفصل الثاني : قصة الخضر من خلال القرآن و السنة وبعض الدروس المستفادة منها.

    المحور الأول : قصة الخضر في نصوص القرآن والسنة.
    المحور الثاني : تفسير القصة من خلال بعض كتب التفسير و شروح الحديث.
     المحور الثالث : بعض الفوائد والدروس من قصة الخضر.

خاتمة : أهم نتائج البحث.
الفهارس.











تصميم البحث

العنوان  :   قصة الخضر من خلال القرآن الكريم

التمهيد: أهمية الموضوع وسبب اختياره.

المــقـــدمـــــة :

المحور الأول : التعريف بالخضر و هل هو نبي أو ولي.


     1-  تعريف الخضر : اسمه و نسبه و سبب تسميته بالخضر.
الخضر : الخاء والضاد والراء أصل واحد مستقيم، ومحمول عليه.فالخضرة من الألوان معروفة. والخضراء: السماء للونها ... قال الله تعالى في صفة الجنتين : (مدهامتان)(الرحمان64) أي سوداوان . وهذا من الخضرة ؛ وذلك أن النبات الريان يرى لشدة خضرته من بعد أسود.(ص261 معجم مقاييس اللغة لابن فارس)
الخضر:لغة الزرع الغض الأخضر .وـــ المكان الكثير الخضرة .(ص240المعجم الوسيط)
اسمه ونسبه:

والخضر قد اختلف في اسمه ونسبه على أقوال :
" قال الحافظ بن عساكر إنه الخضر بن آدم عليه السلام لصلبه،ونسئ له في أجله حتى يكذب الدجال، وهذا منقطع غريب.
// وذكر ابن حجر في الفتح الحديث الذي رواه الدارقطني قال: مد للخضر في أجله حتى يكذب الدجال//(الفتح ص484م6)
//وقال عبد الرزاق في مصنفه عن معمر في قصة الذي يقتله الدجال ثم يحييه: بلغني أنه الخضر،وكذا قال إبراهيم بن سفيان الراوي عن مسلم في صحيحه.//الفتح/م6ص484)
//وروى ابن اسحاق في"المبتدأ"عن أصحابه أن آدم أخبربنيه عند الموت بأمر الطوفان، ودعا لمن يحفظ جسده بالتعمير حتى يدفنه،فجمع نوح بنيه لما وقع الطوفان وأعلمهم بذلك فحفظو، حتى كان الذي تولى دفنه الخضر.//)الفتح/م6ص484)

//ذكر ابن حجر في الفتح أن الدارقطني روى في "الإفراد" من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال: هو ابن آدم لصلبه، وهو ضعيف منقطع//(الفتح/م6ص483)
و قال أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني إن أطول ابني آدم عمرا الخضر و اسمه خضرون بن قابيل بنآدم، قال وذكر ابن اسحاق أن آدم عليه السلام لما حضرته الوفاة أخبر بنيه أن الطوفان سيقع بالناس، وأوصاهم إذا كان ذلك أن يحملوا جسده معهم في السفينة، وأن يدفنوه في مكان عينه لهم...وقال نوح"إن آدم دعا لمن يلي دفنه بطول العمر، فهابوا المسير إلى ذلك الموضع في ذلك الوقت، فلم يزل جسده عندهم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه، وأنجز الله ما وعده، فهو يحيى إلى ماشاء الله له أن يحيى.
//وحكى السهيلي عن قوم أنه كان ملكا من الملائكة وليس من بني آدم.الفتح ص484م6).
 وقيل :إنه الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه فلا يموت حتى ينفخ في الصور//(الفتح ص484م6).
وذكر ابن قتيبة في المعارف عن وهب بن منبه أن اسم الخضر بليا. قصص/ص309)
ويقال: بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام.//(قصص/ص309)
قال ابن حجر في الفتح هذا هو الأثبت (انظر ص483م6)
وقال اسماعيل بن أبي أويس اسم الخضر فيما بلغنا والله أعلم المعمر بن مالك عبد الله  بن نصر بن الأزد. .//(قصص/ص309)
وقال غيره: هو خضرون بن عماييل بن اليفز بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم الخليل.
ويقال هو ارميا بن حلقيا فالله أعلم. وقيل إنه كان ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر وهذا غريب جدا.
قال ابن الجوزي: رواه محمد بن أيوب عن ابن لهيعة وهما ضعيفان.
 وقيل: إنه ابن مالك هو أخو الياس قاله السدي ... وقيل إنه كان على مقدمة ذي القرنين.
وقيل: كان ابن بعض من آمن بابراهيم الخليل وهاجر معه، وقيل: كان نبيا في زمن بشتاسب بن لهراسب.
قال ابن جرير: والصحيح أنه كان متقدما في زمن أفريدون بن اثفيان حتى أدركه موسى عليهما السلام.
وروى الحافظ بن عساكر عن سعيد بن المسيب أنه قال الخضر أمه رومية وأبوه فارسي.(قصص ص309)./
  /(قصص ص310) وقال بعضهم كنيته أبو العباس،  والأشبه والله أعلم أن الخضر لقب غلب عليه.
ذكر ابن حجر في الفتح  أن وهب بن منبه قال كنيته أبو العباس(ص483)م6)
سبب تسميته بالخضر:
ذكر ابن كثير حديث أبي هريرة الذي تفرد به البخاري"إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء".
 قال عبد الرزاق الفروة الحشيش الأبيض وما أشبه يهني الهشيم اليابس.
وقال الخطابي وقال أبو معمر الفروة الأرض البيضاء التي لا نبات فيها، وقال غيره هو الهشيم اليابس شبهه بالفروة.//(قصص ص310)
//قال الخطابي ويقال إنما سمي الخضر خضرا لحسنه وإشراق وجهه.  //(قصص ص311)

قال ابن كثير فإن كان ولا بد من التعليل بأحدهما، فما ثبت في الصحيح أولى وأقوى، بل لا يلتفت إلى ما عداه.//(قصص ص311)قصص الأنبياء

وذكر ابن حجر أنه حكي عن مجاهد أنه قيل له الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله.(الفتح/م6ص483)

          ج- أدلة القائلين بنبوته وأدلة القائلين بولايته.
قال ابن كثير://وقد دل سياق القصة على نبوته من وجوه.أحدها قوله تعالى:   (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما)       الثاني قول موسى له:         (هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا     قال إنك لن تستطيع معي صبرا  إلى قوله تعالى       (فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا)            فلو كان وليا وليس بنبي لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبه، ولم يرد على موسى هذا الرد، بل موسى إنما سأل صحبته لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله به دونه، فلو كان غير نبي لم يكن معصوما ولم تكن لموسى وهو نبي عظيم ورسول كريم واجب العصمة كبير رغبة ولا عظيم طلبة في علم ولي غير واجب العصمة، ولما عزم على الذهاب إليه والتفتيش عنه، ولو أنه يمضي حقبا من الزمان قيل ثمانين سنة، ثم لما اجتمع به تواضع له وعظمه واتبعه في صورة مستفيد منه، دل على أنه نبي مثله يوحى إليه كما يوحى إليه، وقد خص من العلوم اللدنية والأسرار النبوية بما لم يطلع الله عليه موسى الكيم نبي بني اسرائيل الكريم.
الثالث أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام  وما ذاك إلا للوحي إليه من الملك العلام.وهذا دليل مستقل على نبوته.وبرهان ظاهر على عصمته لأن الولي لايجوز له الإقدام قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن خاطره ليس بموجب العصمة، إذ يجوز عليه الخطأ بالإتفاق. ولما أقدم الخضر على قتل ذلك الغلام الذي لم يبلغ الحلم علما منه بأنه إذا بلغ يكفر، ويحمل أبويه على الكفر لشدة محبتهما له، فيتابعانه عليه، ففي قتله مصلحة عظيمة تربو على بقاء مهجته صيانة لأبويه عن الوقوع في الكفر، وعقوبته دل ذلك على نبوته وأنه مؤيد من الله بعصمته.//(قصص ص311)//(قصص ص 312)الرابع أنه لما فسر الخضر تلك الأفاعيل لموسى، ووضح له عن حقيقة أمره وجليه، قال بعد ذلك كله       (رحمة من ربك وما فعلته عن أمري)      يعني ما فعلته من تلقاء نفسي، بل أمرت به وأوحي إلي فيه، فدلت هذه الوجوه على نبوته. ولا ينافي ذلك حصول ولايته بل ولا رسالته كما قال آخرون.وأما كونه ملكا من الملائكة فغريب جدا. وإذا ثبتت نبوته كما ذكرناه لم يبق لمن قال بولايته، وأن الولي قد يطلع على حقيقة الأمور دون أرباب الشرع الظاهر، مستند يستندون إليه ولا معتمد يعتمدون عليه//(قصص ص312)
//وروى خيثمة بن سليمان من طريق جعفر الصادق عن أبيه أن ذا القرنين كان له صديق من الملائكة، فطلب منه أن يدله على شيء يطول به عمره فدله على عين الحياة وهي داخلة الظلمة، فسار إليها والخضر على مقدمته فظفر بها الخضر ولم يظفر بها ذوالقرنين//(الفتح/م6ص484)
وروي عن مكحول عن كعب الأحبار قال: أربعة من الأنبياء أحياء أمان لأهل الأرض: اثنان في الأرض الخضر والياس، واثنان في السماء ادريس وعيسى//الفتح/م6ص484)
//وحكى ابن عطية البغوي عن أكثر أهل العلم أنه نبي ثم اختلفوا هل هو رسول أم لا؟//الفتح/م6ص484)
وقالت طائفة منهم القشيري هو ولي (الفتح/م6ص484)
//وأخرج النقاش أخبارا كثيرة لاتقوم بشيء منها حجة قاله ابن عطية، قال: ولو كان باقيا لكان له في ابتداء الإسلام ظهور، ولم يثبت شيء من ذلك//   (الفتح/م6ص484)
//وقال الثعلبي في تفسيره: هو معمر على جميع الأقوال، محجوب عن الأبصار.قال وقد قيل إنه لا يموت إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن//(الفتح/م6ص484)
قال ابن كثير://وأما الذين ذهبوا إلى أنه قد مات، ومنهم البخاري وابراهيم الحربي وأبو الحسين بن المنادي والشيخ أبو الفرج بن الجوزي،وقد انتصر لذلك وألف فيه كتابا سماه "عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر"، فيحتج لهم بأشياء كثيرة.منها قوله:     (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد)      الأنبياء34. فالخضر إن كان بشرا فقد دخل في هذا العموم لا محالة، ولا يجوز تخصيصه إلا بدليل صحيح. والأصل عدمه حتى يثبت، ولم يذكر ما فيه دليل على التخصيص عن معصوم يجب قبوله. ومنها أن الله تعالى قال:       (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتومنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين81) )    آل عمران. قال ابن عباس ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليوؤمنن به ولينصرنه. وأمره أن يأخذ على أمته الميثاق لئن بعث محمد وهم أحياء ليوؤمنن به وينصرنه ذكره البخاري عنه فالخضر إن كان نبيا دخل في هذا الميثاق فلو كان حيا في زمن رسول الله         لكان أشرف أحواله أن يكون بين يديه يؤمن بما أنزل الله عليه، وينصره أن يصل أحد من الأعداء إليه، لأنه إن كان وليا فالصديق أفضل منه، وإن كان نبيا فموسى أفضل منه، وقد روى الإمام أحمد في مسنده حديثا عن جابر بن عبد الله أن رسول الله       قال: "والذي نفسي بيديه لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني". وهذا الذي يقطع به ويعلم من الدين علم الضرورة... لو كان الخضر حيا لكان من جملة أمة محمد      وممن يقتدي بشرعه لا يسعه إلا ذلك... والمعلوم أن الخضر لم ينقل بسند صحيح ولا حسن تسكن النفس إليه أنه اجتمع برسول الله         في يوم واحد، ولم يشهد معه قتالا في مشهد من المشاهد، وهذا يوم بدر يقول الصادق المصدوق فيما دعا به لربه عز وجل واستنصره واستفتحه على من كفره، "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعدها في  الأرض" وتلك العصابة كان تحتها سادة المسلمين يومئذ وسادة الملائكة حتى جبريل عليه السلام ...فلو كانالخضر حيا لكان وقوفه تحت هذه الراية أشرف مقامات وأعظم غزواته.
قال ابن حجر:  //والذي جزم بأنه غير موجود الآن البخاري وابراهيم الحربي وأبو جعفر بن المنادي وأبو يعلى بن الفراء وأبو طاهر العبادي وأبو بكر بن العربي وطائفة، وعمدتهم الحديث المشهور عن ابن عمر وجابر وغيرهما أن النبي              قال: في آخر حياته: "لا يبقى على وجه الأرض بعد مائة سنة ممن هو عليها اليوم أحد"قال ابن عمر: أراد بذلك انخرام قرنه. وأجاب من أثبت حياته أنه كان حينئذ على وجه البحر، أو هو مخصوص من الحديث كما خص منه إبليس بالإتفاق. ومن حجج من أنكر ذلك قوله تعالى:     (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد)     وحديث ابن عباس (الذي سبق ذكره) أخرجه البخاري.
ولم يأت في خبر صحيح أنه جاء إلى النبي          ولا قاتل معه، وقد قال            يوم بدر:  "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" فلو كان موجودا لم يصح هذا النفي.//الفتح/م6ص484)
//وقال           : رحم الله موسى لوددنا لو كان صبر حتى يقص علينا من خبرهما" فلو كان الخضر موجودا لما حسن هذا التمني ولأحضره بين يديه وأراه العجائب وكان أدعى لإيمان الكفرة لاسيما أهل الكتاب. .//الفتح/م6ص485)
وقال ابن الصلاح: هو حي عند جمهور العلماء والعامة معهم في ذلك، وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين. // الفتح/م6ص484)
قال النووي في باب فضائل الخضر عليه السلام:"جمهور العلماء على أنه حي موجود بين
أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة، وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع والشريفة ومواطن الخير أكثر من أن يحصر وأشهر من أن يستر //صحيح مسلم بشرح النووي ص136م8ج15//
قال القشيري وكثيرون هو ولي وحكى الماوردي في تفسيره ثلاثة أقوال أحدها نبي والثاني ولي والثالث أنه من الملائكة وهذا غريب باطل //صحيح مسلم بشرح النووي ص136م8ج15//
واستدل العلماء بسؤال موسى السبيل إلى لقاء الخضر صلى الله عليهما وسلم على استحباب الرحلة في طلب العلم واستحباب الاستكثار منه وأنه يستحب للعالم وإن كان من العلم بمحل عظيم أن يأخذه ممن هو أعلم منه ويسعى إليه في تحصيله وفيه فضيلة طلب العلم وفي تزوده الحوت وغيره جواز التزود في السفر وفي هذا الحديث الأدب مع العالم وحرمة المشايخ وترك الاعتراض عليهم وتأويل ما لا يفهم ظاهره من أفعالهم وحركاتهم وأقوالهم والوفاء بعهودهم والاعتذار عند مخالفة عهدهم وفيه إثبات كرامات الأولياء على قول من يقول الخضر ولي وفيه جواز سؤال الطعام عند الحاجة وجواز إجارة السفينة وجواز ركوب السفينة والدابة وسكنى الدار ولبس الثوب ونحو ذلك برضى صاحبه لقوله حملونا بغير نول وفيه الحكم بالظاهر حتى يتبين خلافه لإنكار موسى. صحيح مسلم بشرح النووي ص137م8ج15//
المكتل بكسر الميم وفتح المثناة فوق وهو القفة والزنبيل// النووي ص 138ج15//
الطاق عقد البناء وجمعه طيقان وأطواق وهو الأزج وما عقد أعلاه من البناء وبقي ما تحته خاليا// النووي ص 138ج15//
 خرقها: واستدل به العلماء على النظر في المصالح عند تعارض الأمور وأنه إذا تعارضت مفسدتان دفع أعظمها بارتكاب أخفهما كما خرق السفينة لدفع غصبها وذهاب جملتها. // النووي ص 144ج15//
الفوائد:ا،ه لا بأس على العالم والفاضل أن يخدمه المفضول ويقضي له حاجة ولا يكون هذا من أخذ العوض على تعليم العلم والآداب بل من مروءات الأصحاب وحسن العشرة ودليله من هذه القصة حمل فتاه غذاءهما وحمل أصحاب السفينة موسى والخضر بغير أجرة لمعرفتهم الخضر بالصلاح ومنها الحث على التواضع في علمه ومنها بيان أصل من أصول الاسلام وهو وجوب التسليم لكل ما جاء به الشرع وإن كان بعضه لا تظهر حكمتهللعقول ولا يفهمه أكثر الناس   // النووي ص 146ـ147ج15//
"أريتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد"صحيح مسلم الحديث2537باب لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم/كتاب الفضائلص648// قال ابن عمر وإنما قال رسول الله           لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن.
والمراد أن كل نفس منفوسة كانت تلك الليلة على الأرض لا تعيش بعدها أكثر من مائة سنة ... وقد احتج بهذه الأحاديث من شذ من المحدثين فقال الخضر عليه السلام ميت والجمهور على حياته.// النووي ص 89ـ90ج16//


// قال ابن كثير:وقد حكى السهيلي عن البخاري وشيخه أبي بكر بن العربي، أنه أدرك حياة النبي       ولكن مات بعده لهذا الحديث، وفي كون البخاري رحمه الله يقول بهذا، وأنه بقي إلى زمان النبي    نظر. ورجح السهيلي بقاءه وحكاه عن الأكثرين.قصص ص321//

//وجاء في اجتماعه مع النبي          حديث ضعيف أخرجه ابن عدي من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده "أن النبي        سمع وهو في المسجد كلاما فقال يا أنس اذهب إلى هذا القائل فقل له يستغفر لي، فذهب إليه فقال:قل له إن الله فضلك على الأنبياء بما فضل به رمضان على الشهور. قال فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر"إسناده ضعيف.
 وروى ابن عساكر من حديث أنس نحوه بإسناد أهى منه. .//الفتح/م6ص485)
//وقد روى ابن عساكر عن أبي داود الأعمى نفيع وهو كذاب، عن أبيه عن جده: أن الخضر جاء ليلة فسمع النبي         يدعو ويقول: "اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني وارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه"، فبعث إليه رسول الله أنس بن مالك فسلم عليه فرد عليه السلام، وقال: قل له إن الله فضلك على الأنبياء كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على غيره، الحديث وهو مكذوب لا يصح سندا ولا متنا، كيف لا يتمثل بين يدي رسول الله        ويجيء بنفسه مسلما ومتعلما وهم يذكرون يذكرون في حكاياتهم وما يسندونه عن بعض مشايخهم أن الخضر يأتي إليهم ويسلم عليهم، ويعرف أسماءهم ومنازلهم ومحالهم، وهو مع هذا لا يعرف موسى بن عمران كليم الله الذي اصطفاه الله في ذلك الزمان على من سواه//قصص الأنبياءص315//
وقد قال الحافظ أبو الحسين بن المنادي بعد إيراده حديث أنس هذا، وأهل الحديث متفقون على أنه منكر الإسناد سقيم المتن يتبين فيه أثر الصنعة. //قصص الأنبياءص315//
وروى الدارقطني في "الإفراد" من طريق عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يجتمع الخضر وإلياس كل عام في الموسم، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه، ويفترقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله ما شاء الله"الحديث في إسناده محمد بن أحمد بن زيد وهو ضعيف //الفتح/م6ص485)
// وروى ابن عساكر من طريق هشام بن خالد عن الحسن بن يحيى عن أبي رواد نحوه وزاد"ويشربان من ماء زمزم شربة تكفيهما إلى قابل"ووهذا معضل.//الفتح/م6ص485)
وروى عن علي أنه "دخل الطواف فسمع رجلا يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع"الحديث فإذا هو الخضر، أخرجه ابن عساكر من وجهين في كل منهما ضعف.//الفتح/م6ص485)
وجاء في اجتماعه ببعض الصحابة فمن بعدهم أخبار أكثرها واهي الإسناد، منها ما أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي من حديث أنس "لما قبض       دخل رجل فتخطاهم ـ فذكر الحديث في التعزية ـ فقال أنو بكر وعلي: هذا الخضر" في إسناده عباد بن عبد الصمد وهو واه. .//الفتح/م6ص485)
ورواه يعقوب بن سفيان في تاريخه وأبو عروبة من طريق رياح بالتحتانية ابن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه فلما انصرف قلت من الرجل؟ قال: رأيته؟ قلت: نعم. قال أحسبك رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر بشرني أني سأولى وأعدل. لا بأس برجاله . ولم يقع لي إلى الآن خبر ولا أثر بسند جيد غيره، وهذا لايعارض الحديث الأول في مائة سنة فإن ذلك كان قبل المائة. .//الفتح/م6ص485)
//وروى ابن عساكر في ترجمة أبي زرعة الرازي بسند صحيح أنه رأى وهو شاب رجلا نهاه عن غشيان أبواب الأمراء، ثم رآه بعد أن صار شيخا على حالته الأولى فنهاه عن ذلك أيضا، قال فالتفت لأكلمه فلم أره، فوقع في نفسي أنه الخضر. .//الفتح/م6ص486)
أما حديث "العبودية" فقد قال عنه ابن كثير "وهذا حديث رفعه خطأ، والأشبه أن يكون موقوفا وفي رجاله من لا يعرف"(انظر قصص الأنبياء ص 314)
ولو صح هذا الحديث لكان دليلا في كون الخضر نبيا حيث قال له الذي اشتراه : //"شققت عليك يا نبي الله"// قصص الأنبياء ص 314)

     2- الخضر هل هو نبي أوولي ؟
           أ- مفهوم النبوة والولاية.
          ب- الفرق بين المعجزة و الكرامة.



المحور الثاني : قصته من خلال القرآن و السنة.
الحديث:4725 باب وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا/كتاب التفسير صحيح البخاري
والحديث 2380باب  من فضائل الخضر، عليه السلام/كتاب الفضائل/صحيح مسلم /ص610 ـ 611//
(واللفظ للبخاري)
عن سعيد بن جبير قال "قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل،فقال ابن عباس: كذب عدو الله، حدثني أبي بن كعب أنه سمع رسول الله       يقول: إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم؟ فقال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال موسى: يا رب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم. فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق، وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في ابحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يموهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه آتنا غذائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. قال ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه  إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا. قال فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا. فقال موسى ذلك ما كنا نبغي، فارتدا عل آثارهما قصصا، قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام. قال: أنا موسى. قال موسى بني إسرائيل؟ قال نعم. أتيتك  لتعلمني مما علمت رشدا. قال: إنك لن تستطيع معي صبرا. يا موسى إني على علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه.فقال موسى: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا فقال له الخضر: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة، فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول. فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم. فقال له موسى قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا. قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال لا تؤاخذني بما نسيت، ولا ترهقني من أمري عسرا. قال وقال رسول الله           : وكانت الأولى من موسى نسيانا. قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. ثم خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله. فقال له موسى: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس ؟ لقد جئت شيئا نكرا. قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبر؟ قال وهذه أشد من الأولى. قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني، قد بلغت من لدني عذرا. فانطلقا، حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض ـ قال مائل ـ فقام الخضر فأقامه بيده.فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا، ولم يضيفونا، لو شئت لاتخذت عليه أجرا. قال هذا فراق بيني وبينك ـ إلى قوله ـ ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا. فقال رسول الله         : وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما قال سعيد بن جبير:فكان ابن عبا يقرأ      (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة ـ صالحة ـ غصبا)      وكان يقرأ        (وأما الغلام فكان ـ كافرا وكان ـ أبواه مؤمنين)            .//
اختلف في مكان مجمع البحرين فعن قتادة بحر فلرس والروم، وقيل بحر الأردن والقلزم، وقال محمد بن كعقب القرظي مجمع البحرين بطنجة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق